نبيل34 عضو مميز
عدد المساهمات : 165 نقاط : 548772 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2009
| موضوع: سقوط صقلية الإسلامية السبت أبريل 18, 2009 1:27 am | |
|
بعد قرنين من فتح المسلمين لصقلية على يد الفقيه أسد بن الفرات سنة 212 هـ كان كل شيء يؤذن بالأفول .. كانت الأندلس تعيش حالة ملوك الطوائف الذينتداعوا تداعي البيت المفكك أمام زحف المرابطين بقيادة رجلهم المؤمن رجل العقيدةوالدولة يوسف بن تاشفين . وكانت الجزائر وتونس تعانيان من هجمة القبائل العربية الهمجيةالزاحفة تدمر كل شيء دون تعقل . وكانت مصر قد ذهبت نضارتها على يد الفاطميين الذين كانوا قد فقدوانضارتهم كذلك ، بل كانت مصر التي يحكمها الخليفة المستنصر تعاني من مجاعات غريبةلعلها لم تحدث في تاريخها بالمرة لدرجة أن الناس أكلوا بعضهم بعضا وبيعت لحومالكلاب في الأسواق . كان هذا هو الجو المحيط بصقلية الأغلبية الإسلامية .. الجو الذييطلق عليه مؤرخونا عبارة " الحالة الإسلامية في النصف الثاني من القرن الخامسالهجري"!!! لكن كل هذا كان أقل من أن يقتطع غصن صقلية من شجرة الإسلام إلىاليوم .. لقد كان ثمة سبب آخر أشد وأقوى . كان هناك الهزيمة الداخلية التي هي الباب الوحيد التي تدلف منه كلالهزائم الواردة .. كان هناك لصوص المناصب وهواة الزعامات والمتمسحون فيأمجادهم العائلية . كانت صقلية قد فقدت أمثال فاتحها العظيم أسد بن الفرات القاضيوالفقيه والقائد والشهيد الذي استحق عن جدارة بطولة فتح صقلية . وحل جيل جديد تتنازعه التقاليد الوثنية النورمانية وينظر بإعجاب إلىالجنوب الأوروبي ، وإلى تقاليد العدو الواقف بالباب .. وعندما حلت الهزيمةالداخلية على هذا النحو .. كان من السهل أن يدخل روجار بجيوشه ، وأن تتحولصقلية إلى اليوم قلعة صليبية تكيد للإسلام . كان روجار قائد النورمان المستوطنين بالغرب الفرنسي والإيطالي يترقبفرصة الوثوب على الجزائر وتونس .. فضلا عن صقلية ، وكما هي العادة في تاريخنالم يستطع روجار أن يدخل إلى صقلية إلا من خلال أهلها ، من خلال الهزيمة الداخلية.. فمبدأ الجهاد قد وقانا شر الأعداء الخارجيين ، أما حين تتفتت العقيدة وتنحلإرادة القتال يبدأ العدو في الولوج ممتطيا أحد الأصنام الباحثين عن الملك تحت أيشعار . وفي معركة من المعارك الداخلية بين لصوص الحكم هزم أحدهم ..ويسمى ابن الثمنة .. ولم يجد هذا الرجل غضاضة في أن يطلب الوصول إلى الحكم عنطريق الاستعانة بالنورمان المتحينين للفرصة فذهب إليهم يستعين بهم ويطلعهم علىخفايا الجزيرة ، ويمدهم بالعون إذا هم حاولوا الاستيلاء عليها . وبدأ من يومها الغزو النورماني لصقلية .. ولم تكن القوىالإسلامية المفككة المحيطة بصقلية بقادرة قدرة حقيقية على عمل شيء .. بالرغم منأن تونس قد حاولت تقديم المساعدة . وتساقطت كأوراق الشجر في الخريف مدن الإسلام الزاهرة في هذه الجزيرةالتي قدمت للإسلام والحضارة الإسلامية عديدا من الأبطال في كل المجالات . سقطت " مسنة " .. وسقطت " بلرم " العاصمة . " وماذر" . وبعد جهاد طويل من أحد شباب الإسلام الذين يظهرون كوهجة الشمس قبلالمغيب " ابن عباد " سقطت سرقوسة ، ثم خرجت ولحقت بها ضريانة فنوطس ، وسجلت سنة 484 هـ 1091 م السقوط الكبير لصقلية في يد عصابات النورمان.. وكما تمثلت الهزيمة الأولى ـ في بداية الهزيمة ـ .. كما قدمتهاـ في شخص ابن الثمنة ـ كذلك تمثلت الهزيمة هنا في صورتين : في صورة ابن حمود حاكم قصريانة إحدى المدن الصقلية التي سقطت وكانهذا الرجل يزعم النسب إلى العلويين .. لدرجة جعلت أحد المؤرخين الأوروبيين يصفه( بالعلوي الدنيء الرخيص ) مسلما بقضية علويته ، ولربما كانت صحيحة ، فكثير مندعاة العلوية كانوا خونة !! وقد تواطأ الرجل مع روجار لدرجة جلبت عليه سخط المسلمين في الجزيرةكلها. ولم ينته أمر هذا الخائن لأمته إلا بالنهاية الطبيعية ، إلا أنهحرصا على مزيد من الجاه لدى روجار أعلن نصرانيته وطلب من روجار أن ينقله إلىإيطاليا ليقضي بقية حياته هادئا آمنا ، وذهب الخائن ، ومع ذهاب الإسلام من أعماقهوأعماق أمثاله من المنهارين ذهبت صقلية .. والصورة الثانية .. تقدمها لناصفحات التاريخ في شكل رسالة بعث بها المسمى الخليفة الفاطمي في مصر إلى روجار تحملتشفيا وتهنئة بالنصر المسيحي ، وبعد أن يوافق خليفة المسلمين العظيم روجار على كلأوصافه للزعماء المسلمين في الجزيرة ، تلك التي وردت في رسالته وكيف أنهم جانبواطريق الخبرات واجترءوا في الطغيان ، واستعملوا الظلم، وتمادوا في الغي . بعد ذلك ينهي رسالته بأن من كانت هذه حاله حقيق بأن تكون الرحمةنائية عنه ، خليق بأن يأخذه الله من مأمنه أخذة رابية . وهذا الكلام .. صحيح . بيد أنه لن يغفر للخليفة المنهار فيمصر المتمسح ـ كذبا ـ في شرف النبوة أن يسقط ركن من أركان دولة الإسلام ـ تابعالحكمه ـ دون أن يحرك ساكنا .. ثم يخرج علينا بشعارات منمقة لا قيمة لها . ولن يغفر له التاريخ كذلك أنه نفسه كان لعبة هزيلة في قصره بيدالوزراء العظام، وفي ظل أحط مجاعات عرفتها مصر الإسلامية ، وإنه بدوره كان حلقة فيسلسلة مصائبنا الكثيرة . وقد زار ابن جبير الرحالة المسلم ـ صقلية ـ بعد سقوطها ـ فوصف أحوالأهلها تحت الحكم النصراني ، بما يجعلها قريبة من أحوال أهل الأندلس ، فقد ضربواعليهم إتاوة يؤدونها في فصلين من العام ، وحالوا بينهم وبين سعة الأرض ، ولا جمعةلهم يؤدونها بسبب الخطبة المحظورة عليهم ، ويصلون الأعياد بخطبة يدعون فيها للعباس، ولهم بها قاض وجامع .. ثم يختم ابن جبير حديثه عن أحوال المسلمين في صقلية بقوله : " وبالجملة فهم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفار ، ولاأمن لهم في أموالهم ولا في حريمهم ولا في أبنائهم .. " . وكان هذا جزاء ما قدم زعماؤهم الخونة ، وسادتهم الفاطميون المارقون. والمهم : سقطت صقلية الإسلامية !!
| |
|
البريــــــــــئة28 مشرف
عدد المساهمات : 182 نقاط : 548685 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 14/04/2009
| موضوع: رد: سقوط صقلية الإسلامية السبت أبريل 18, 2009 10:08 am | |
| السلام عليكم : مشكور اخى نبيل على الموضوع الرائع تقبل مني اغلى تحية وننتظر منك المزيد فلا تبخل علينا اختك : البريئــــــــة | |
|
samir dz ADMIN
عدد المساهمات : 236 نقاط : 1548708 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| موضوع: رد: سقوط صقلية الإسلامية الأحد أبريل 19, 2009 4:11 am | |
| | |
|
اسماء مليكه مشرف
عدد المساهمات : 44 نقاط : 544748 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/05/2009 العمر : 39
| موضوع: رد: سقوط صقلية الإسلامية الجمعة مايو 22, 2009 2:44 pm | |
| مشكور اخي على الموضوع والله يحز في انفسنا لما ندرس تاريخ هاته الحواضر الاسلامية وكيف فقدناها | |
|