بداية الاستيطان الصهيوني:

عاش اليهود في فلسطين كأقلية صغيرة تحظى بحماية الدولة مثل
بقية أهل الذمة خلال قرون متعاقبة من الحكم الإسلامي حتى أوائل القرن التاسع عشر،
ولم يتعد تعداد هذه الأقلية في ذلك الحين 2% من مجموع عدد السكان (نحو 5000 نسمة)
سكن نصفهم تقريباً في القدس، وسكن الباقي في المدن الثلاث الأخرى التي اعتبروها
مقدسة: الخليل وصفد وطبرية.

الأقلية
اليهودية ظلت هامشية من ناحية عددها وحجم تأثيرها في تاريخ البلد حتى أواسط القرن
التاسع عشر، بعد ذلك شهدت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ازدياداً واضحاً، في ظل ازدياد
النفوذ والتغلغل الأوروبيين في عصر التنظيمات، وقفز عدد اليهود نتيجة ذلك إلى نحو
5% من مجموع عدد سكان البلد، عشية بدء الهجرة الصهيونية سنة 1882، أي نحو 22,000
شخص.

يتفق معظم المؤرخين اليهود والعرب على ان بداية الاستيطان
الصهيوني 1882 كانت منعطفاً مهماً في تاريخ العلاقات العربية – اليهودية.

بدأ الاستيطان اليهودي خارج نطاق المدن الأربع التي سكنتها
الأقلية اليهودية تقليدياً في فلسطين على الأقل منذ سنة 1878، فقد انتقل أفراد من
بعض العائلات الصفدية للسكن في قرية الجاعونة التي اشتروا نصف أراضيها، كما أقام
بعض يهود القدس مستعمرة بيتح تكفا، على أراضي قرية ملِّبس التي باعها تاجرا الأراضي
انطوان تيان وسليم كسار،
لكن تلك العائلات اليهودية لم تتحمل صعوبات ظروف الحياة من هاتين القريتين، فعاد
أفرادها للسكن في المدن التي جاءوا منها.

لذا تعتبر سنة 1882 بداية الاستيطان الصهيوني مع هجرة "هواة
صهيون" من روسيا ورومانيا، وإقامة مستعمرتي "ريشون لتسيون" جنوبي
يافا "وزخرون يعقوف" على أراضي زمارين، إضافة إلى استيطان مستعمرة "بيتح
تكفا" من جديد، وإنشاء مستعمرة "روش بينا" على أراضي الجاعونة.

هذه
المستعمرات الزراعية التي أقامها رجال الهجرة الصهيونية كانت ظاهرة جديدة في تاريخ
فلسطين وتاريخ العلاقات العربية – اليهودية، فخلال مئات السنين اعتاد أهالي فلسطين
وجود أقلية يهودية تعيش في المدن.

هذه
الأقلية اليهودية تكلم أفرادها العربية واندمجوا في ثقافة السكان العرب وعاداتهم، أما
المستوطنون الجدد فجاءوا من أوروبا بأفكار وثقافة غربيتين على أهالي البلد
الأصليين، كالمستوطنين الألمان من قبلهم.

تميزت الهجرة الصهيونية الأولى التي قام بها هواة صهيون
(1881 – 1904) بعفويتها وبعدم تنظيمها، بدأت تلك الهجرة من روسيا عقب الاعتداءات
التي واجهها اليهود منذ صيف سنة 1881، بعد محاولة اغتيال القيصر اسكندر الثاني، وقد
انتقلت الأجواء المعادية لليهود إلى رومانيا ثم بولونيا ودول أخرى في وسط أوروبا
وشرقها، الأمر الذي دفع مئات الآلاف إلى الهجرة غرباً، وصلت أغلبيتهم إلى أميركا،
وجزء صغير الى فلسطين، ونشطت الجمعيات الصهيونية في شراء الأراضي، وإقامة
المستعمرات خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر.

لم
تشهد فلسطين حركة مقاومة منظمة للمشروع الصهيوني طوال عهد السلطان عبد الحميد، لكن
فئة الأعيان في المدن خصوصاً القدس التي تأثرت اكثر من غيرها بهجرة اليهود إليها، وباستملاكهم
الأراضي في منطقتها، عبرت عن رأيها المعارض، كما حدث في العريضة التي قدمتها سنة
1891 الى الصدر الأعظم وطالبت فيها بمنع هجرة الروس الى فلسطين وتحريم استملاكهم الأراضي.

كانت حصيلة الاستيطان الصهيوني في فلسطين عشية مؤتمر بازل
سنة 1897، 17 مستعمرة: تسع منها في الجليل الشرقي وثمان في المنطقة الساحلية، في
أواسط البلد، وجاء في تقرير عن أوضاع تلك القرى الزراعية قدم الى المؤتمر ان مجموع
عدد سكان المستعمرات التسع في الجليل وصل حينذاك الى 1562 شخصاً، ووصل مجموع مساحة
الأراضي الى 91.100دونم، اما المستعمرات الثماني الاخرى فكان فيها 2305 أشخاص،
وبلغت مساحة أراضيها 48.130 دونماً، والخلاصة، ان مجموع عدد سكان المستعمرات
الزراعية الصهيونية، وصل، حينذاك، الى 3867 نسمة يملكون 139.230 دونماً من الأراضي.

السلام عليكم

شكرا اخي نبيل على الموضوع

ان شاء الله ينزاح الهم على اخوانا فالقدس

شكراااااااااااااااااااااااااااا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]