بسم الله الرحمن الرحيم
جاء النبي صلى الله عليه وسلم من قباء إلى يثرب على ناقته ، كانت كل القبائل تعرض عليه النزول عندها لحلول البركة الشريفة فكان يقول لهم (( دعوها فإنها مأمورة )) يقصد بها ناقته المباركة ، فلما أتت الناقة موضع مسجده صلوات ربي وسلامه عليه بركت وهو عليها و قيل بركت في موضع بيت عائشة الذي قبض فيه عليه الصلاة والسلام ، ثم قامت من غير أن تزجر واتجهت نحو منزل أبي أيوب الانصاري و بذلك نزل الرسول عليه الصلاة والسلام عنده وحلت البركة على الصحابي الجليل ، و قد أقام عنده النبي حوالي سنة ، و في اليوم التالي من نزوله صلى الله عليه وسلم عند أبو أيوب عزم على بناء المسجد النبوي في الموضع الذي بركت فيه الناقة وكان مربدا يجفف فيه التمر لغلامين يتيمين ( سهل وسهيل ) فساومهما النبي صلى الله عليه وسلم فيه فقالا بل نهبه لك يا رسول الله ، فأبى عليه الصلاة والسلام حتى أبتاعه منهما وبدأ بناء المسجد المبارك وكان الرسول صلوات ربي وسلامه عليه يشارك في هذا العمل مع الصحابة ويقول (( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة )) .
زاد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعمدة بعد عودته من غزوة خيبر في السنة السابعة وكان بعمله هذا قد فتح باب الزيادة لمن بعده في المسجد و الزيادات على النحو الآتي :
1- زيادة في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: زاد سيدنا عمر عدة أعمدة وعمل فيه حصوة غير مسقفة و أنشا بئر مشهورة بين الناس ببئر زمزم .
2- زيادة في عهد عثمان- رضي الله عنه- : زاد أيضا عدة أعمدة و أنشأ محرابه المشهور باسمه الآن .
3- زيادة الوليد بن عبد الملك : زاد الخليفة الأموي على يد عامله بالمدينة المنورة عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ، وأدخل فيه حجرات أمهات المؤمنين ، و أقام الدائر المخمس على الحجرة الشريفة ونقش الجدران بالفسيفساء والمرمر وسقفه بالسياج وذهبه .
4- زيادة المهدي بن المنصور : زاد فيه بقية الحصوة كلها وما يحاذيها من المسقف .
5- زيادة السلطان قايتباي : زاد داخل الحجرة الشريفة لإقامة الدرابزين الأخضر وذلك لو ضع القبة الزرقاء عليه .
6-زيادة السلطان عبد المجيد خان العثماني : زاد السلطان عبد المجيد القسم المسقف من الجهة الشمالية من المنارة المجيدية إلى المنارة السليمانية و أنشا الكتاتيب أي مدارس القرآن وأيضا زاد الرواق العظيم و أنشا دكة تسمى دكة شيخ الحرم النبوي الشريف كما أنشا باب جبريل أوباب الجنائز .
التوسعة السعودية للمسجد النبوي :
- لما أرادت الحكومة السعودية توسعت الحرم الشريف ، صدر الأمر الكريم من الملك عبد العزيز يرحمه الله وكانت التوسعة المباركة على نفقته ثم على نفقة ولي عهده الملك سعود يرحمه الله .وبدأت التوسعة عام 1370هــ
- في عهد الملك فيصل رحمه الله انتزعت ملكية الدور التي بجوار المسجد النبوي من الناحية الغربية و ابتدئ الهدم حتى أصبحت هذه المساحة ساحة صالح للصلاة فيها .
- وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد يرحمه الله كانت التوسعة الكبرى في تاريخ المسجد النبوي التى ساهمت في زيادة أعداد المصلين و سهلت عليهم القيام بالشعائر بكل يسر .